من المؤسف أن لا تحظى حادثة اكتشاف مغارة كاف بوعشرة بجبل العواقبة في بلدية الشيقارة ولاية ميلة شرق الجزائر، بالتغطية الإعلامية خاصة من طرف وسائل الإعلام الثقيلة مثل القنوات التلفزيونية، والتي قد انغمس بعضها في الردة والرداءة من خلال ما تقدمه للمشاهدين في الشهر الكريم في الوقت الذي تصوم فيه سلطة ضبط السمعي البصري وكأنها لا تبصر ولا ترى!.

لقد تم العثور في المغارة ذات العمق الذي يتجاوز المائتي متر على رفات شهيد وإلى جانبه سلاحه الحربي وعلى أوراق أشبه بالمذكرات التاريخية تحتوي على شيء من التاريخ وقصيدة من الشعر الثوري، وإذا كانت الحادثة تعود إلى أكثر من ست وستين سنة ونحن نعيش أجواء الذكرى السبعين للثورة التحريرية المباركة، فذلك ما يؤكد أن شرارة الثورة مازالت مشتعلة في الجبال وبعد سبعين سنة مازالت الجزائر تستخرج رفات الشهداء وليس من المبالغة القول إن تحت كل قدم نخطوها في الجزائر رفات شهداء، بل إن كل شجرة أو زهرة أو سنبلة تطلع من هذه الأرض المباركة تكون قد سقتها دماء الشهداء!!!…

إن الشعلة المقدسة للثورة التحريرية المباركة لا يمكنها أن تنطفئ ولسوف تبقى تتوقد وتلتهب إلى مئات السنين بل إلى مئات القرون، ذلك أن هذه الشعلة المباركة ذات اللهب المقدس توقد من الدماء الزاكيات الطاهرات في الجبال الشامخات الشاهقات!!!…