الأربعاء 19 مارس 2025

شراء غزة

شراء

هل يمكن لعاقل على وجه الكرة الأرضية علاوة على أن يكون رئيس أقوى دولة في العالم أن يخرج ليقول بكل صفاقة أنه سيشتري غزة

ⓒ إي إف إي
كاتب صحفي

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فقد عقله فعلا، أو أن مستشاريه من عتاة اليمين الصهيوني هم من يتلاعبون بعقله، وإلا هل يمكن لعاقل على وجه الكرة الأرضية، علاوة على أن يكون رئيس أقوى دولة في العالم، أن يخرج أمام الصحافيين، ليقول بكل صفاقة أنه سيشتري غزة، الجزء الأصيل من أرض فلسطين التاريخية، وأنه سيتملّك أرضها، كما لو أنه سيشتري قطعة أرض استثمارية في دالاس أو لوس أنجلس؟ وأن أهلها الذين يقارعون الاحتلال الصهيوني منذ عقود طويلة، وتعرضوا في سبيل البقاء على أرضهم غزة، لنكبات ومجازر رهيبة، عليهم أن يغادروها إلى الأردن أو مصر أو إلى أي بقعة في العالم، على أن يأتي للعيش في غزة بعد بنائها على الطريقة الأمريكية، كل شذّاذ الآفاق للعيش فيها بدلا عن أهلها؟ هل هذا كلام عقلاء يمتلكون مصير القوة العظمى ولديه سر الأزرار النووية ويتحكم في معظم دول المعمورة؟.

الفايدة:

أن ما قاله ترامب لا يعدو أن يكون تنفيذا لمخططات اللوبي الصهيوني وعائلة روتشيلد، بإدخال أمريكا القوة العظمى الأولى في العالم في الصراع العربي الإسرائيلي كطرف علني واضح، بعد أن كان يلعب دور الداعم للكيان من وراء الستار، والسبب أن غزة العظيمة، أجهضت كل مخططات الصهاينة وأسقطتها في الماء، ولم يعد أمام زبانية العالم إلا أن يلعبوا على المكشوف، وإعلان أمريكا قوة احتلال لغزة بدلا عن “إسرائيل” التي فشلت.

والحاصول:

بغض النظر عن إمكانية أمريكا بكل قوتها وجبروتها اقتلاع شعب متجذر في أرضه كالشعب الفلسطيني في غزة، فإن “فزورة شراء” غزة من طرف البزناسي ترامب، لا تعني إلا سقوطا رسميا للقانون الدولي والمعاهدات والمؤسسات التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، والدخول بالتالي إلى عصر الوحوش والبزناسية وقوانين الغاب، بما يعني سقوط النظام العالمي القديم وحلول فوضى عالمية بدايتها غزة ونهايتها في البيت الأبيض نفسه.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top