حكاية بكالوريا

السيدة بكالوريا أصبحت "ملطشة" لكل من هب ودب ينالها من يستحق ومن لا يستحق
ⓒ ح.م
قبل عقود كانت السيدة بكالوريا في الجزائر شهادة مبجلة محترمة تفتح أبواب المستقبل على مصراعيه، وكان من ينال رضاها وبركتها أعداد قليلة جدا من المجتهدين والمثابرين والنوابغ، لكن دارت الدنيا وأصبحت السيدة بكالوريا “ملطشة” لكل من هب ودب، ينالها من يستحق ومن لا يستحق، حتى سقطت قيمتها، وأصبح الحصول عليها بمعدل 14 هو بمثابة رسوب مقنع، وأصبح دخول الجامعة بهذه الشهادة نوعا من أنواع تضييع الوقت والعمر في ما ليس منه طائل، بعد أن ضيعنا نوعية الطلبة الباحثين عن العلم الحقيقي، لحساب الكم من الغاشي الحامل لهذه الشهادة المنكوبة، التي باتت تهين أعدادا أخرى لا حصر لها من حاملي شهادات الماستر والدكتوراه من دون أدنى مدلول معرفي أو علمي يدل على ذلك.
الفايدة:
أنه منذ أن تم اغتيال السيدة بكالوريا بشتى أنواع الطعنات في الظهر، بما في ذلك خروج الطلبة للشارع ورفع شعارات “الحق في الغش”، انتهى الجانب المشرق من هذه الشهادة لندخل في مستويات مظلمة جعلت من عملية التعليم برمتها أقرب للاجترار والتجارة على حساب قيمة العلم لذاته.
والحاصول:
نتمنى لجميع أبنائنا المقبلين على اجتياز هذه الشهادة النجاح والتوفيق، لكن ليعلم الجميع أن المستقبل لم يعد يتعلق بهذه الشهادة ولا بغيرها من الشهادات التي فقدت قيمتها الحقيقية، وإنما يتعلق بالقدرة على اقتناص الفرص وامتلاك عقلية النجاح والتفوق في كل المجالات وعلى رأسها التجارة بكل أنواعها.