حرام على الإمام!!!…
عندما ثار الرأي العام على إحدى الروايات الأدبية بسبب ما جاء فيها من صورة إباحية جنسية ومن كلمات بذيئة تخدش الحياء وتسيء إلى الأخلاق والآداب العامة، راح القوم يدافعون عن الأدب الجنسي ويصفون غيرهم من المعارضين بالإنكشاريين وبأعداء الفن والثقافة والإبداع مثلما راح هؤلاء يكتبون ويجمعون التوقيعات وينشرون لوائح التنديد والتأييد!.
لقد قال القوم إن الأديب ليس بالإمام الواعظ الذي يخطب في الناس يوم الجمعة ويدعوهم إلى الفضيلة، وبالفعل فالأمر ليس كذلك وإلا أصبحت الرواية خطبة دينية وهي كلمة حق يراد بها باطل، ولكن سنةً قبل ذلك عندما تحدث الأستاذ الدكتور بلخير طاهري الإدريسي إمام مسجد القدس في وهران عن بعض المظاهر غير الأخلاقية في حي العقيد لطفي حيث راح يندد ـ كما قال ـ بالسياحة الجنسية مما جعل السكان يهجرون مساكنهم ويبيعونها بأبخس الأثمان، ثارت ثائرة القوم وتدخلت مصالح وزارة الشؤون الدينية وأوقفت الأمام ومنعته من إلقاء الدروس والخطب، ولعل الغريب أن القوم قد أخذتهم العزة بالإثم وراحوا يدافعون عن الشرف ويتحدثون عن الفضيلة ويزعمون أن الإمام قد أساء لسكان وهران الشرفاء !!..
والله، كما يقال، تدوخ لما تحاول أن تفهم كيف يفكر القوم، عندما يندد الإمام بالدعارة وبالانحلال الخلقي يوقف ويوصف بالمتطرف، ولكن عندما يتحدث الأديب عن الجنس والدعارة فهو مثقف حر ومبدع، يعني هذا أن المثقف هو الذي يكون قد تحول إلى إمام، بل ما هو حلال على المثقف حرام على الإمام !!!…