حديث المنضدة

رحم الله ذلك الزمن الجميل الذي كانت فيه طاولة التلاميذ ثنائية وتزينها فتحتان على الجانبين توضع فيهما محبرة
ⓒ وزارة التربية
أصبحت المنضدة الأحادية هي الشغل الشاغل لوزارة التربية الوطنية ولم يعد يشغلها من الأمور التربوية والتعليمية والبيداغوجية غير هذه الألواح الخشبية بعدما تم التخلص من الطباشير والسبورة الخشبية ليحل محلهما السبورة السحرية والقلم السحري، هكذا في كل مرة ينشغل الرأي العام والأسرة التربوية بقضايا ثانوية حتى لا نقول تافهة وتافهة جدا على حساب القضايا الجوهرية وفي مقدمتها المناهج التربوية التي لم تعد صالحة وتنذر بالكارثة!.
رحم الله ذلك الزمن الجميل الذي كانت فيه طاولة التلاميذ ثنائية وتزينها فتحتان على الجانبين توضع فيهما محبرة حيث كنا نكتب بالريشة على الكراريس ويمنع علينا استعمال الأقلام، بل رحم الله ذلك الزمن الجميل الذي كان فيه تلميذان يقتسمان كتابا واحدا في القراءة ولا يستعمل إلا داخل القسم حيث يتداول عليه تلاميذ آخرون من أقسام أخرى، في ذلك الوقت لم تكن المحفظة تحتوي سوى على كتاب واحد وثلاثة أو أربعة كراريس ولوحة وقطعة طبشور، ومع ذلك فقد كان المستوى الدراسي عاليا والسبب في ذلك المحتوى البيداغوجي الجيد على عكس ما أصبحنا عليه اليوم حيث ينتقل التلميذ من المدرسة إلى الإكمالية ثم الثانوية ويتخرج في الجامعة وهو لا يعرف كيف يكتب طلبا خطيا أو رسالة قصيرة!!..
لم يعد يهم التلاميذ وخاصة أولياء التلاميذ سوى النقاط ولذلك لا نستغرب أن طريقة التنقيط جعلت من النقاط ضخمة، فهل من المعقول أن يحصل تلميذ على علامة عشرة من عشرة في مادة اللغة العربية وهو لا يعرف كيف يكون جملة أو شبه جملة، ولذلك ليس غريبا أننا في كل مرة نهرب بالمنظومة التربوية إلى الأمام من خلال المنضدة أو من خلال وزن المحفظة بينما المستوى التعليمي ينتقل من سيء إلى أسوأ!!!…