“تشك يا وعدي”!
لا أدري لماذا تذكرت وأنا أتابع تحركات قوات الجنرال المهزوم في تشاد زمن القذافي، المدعو خليفة حفتر، باتجاه الحدود الجزائرية، وخططه للسيطرة على غدامس المعبر الحدودي الوحيد المتبقي بين الجزائر وليبيا، المقولة الساخرة التي أطلقها الرئيس تبون بكل عفوية عندما سئل مرة عن تهديدات حفتر بغزو الجزائر ونقل المعركة إلى داخل الجزائر، فكان جوابه واضحا ومختصرا “تشك يا وعدي” ! حتى أن هذه العبارة الجزائرية الجميلة باتت تتكرر في ذهني مثل “اللازمة” كلما أثير موضوع حفتر، وتهديداته البهلوانية للجزائر، ذلك أن حفتر وقواته، لا يساويان شيئا في ميزان القوة الحقيقية، في مواجهة دولة محورية وإقليمية بحجم الجزائر، وبالتالي فإن الصغير لا يستحق الرد عليه إلا بجملة صغيرة كهذه، والبهلواني لا يستحق الرد عليه إلا بجملة ساخرة كهذه.
الفايدة:
ليست مشكلتنا في الجزائر مع الصغار من أمثال العقيد حفتر الذي منح لنفسه رتبة المشير في ليبيا، أو الكولونيل أسيمي غويتا في مالي، أو حتى الملك محمد السادس في المغرب، وغيرهم من الصغار الذين يحاولون التطاول على الجزائر، إنما المشكلة في مشغليهم ومن يحركهم ويدفع رواتبهم، وبالتالي علينا أن نبحث دائما عن “المحركين” الحقيقيين بدل الانشغال بـ”المتحركين” من عرائس القراقوز.
والحاصول:
في موضوع حفتر تحديدا، بات الأمر يتجاوز الداعمين أمثال مصر والإمارات، إلى الداعم الأكبر روسيا، التي يفترض أنها حليف استراتيجي للجزائر، وهو الموضوع الذي علينا في الجزائر أن ننتبه إليه جيدا، ونبحث في خلفيات ما يقع من تغيرات حولنا، مع ضرورة الإجابة على مجمل التحولات الاستراتيجية بحيث نحافظ على مصالح بلادنا وأمنها القومي.