“ترد.. لا ترد”

المعضلة الأكبر من قضية "ترد أو لا ترد" هي "هل تستطيع إسرائيل أن ترد"؟
ⓒ أسوشيتد برس
إذا ردت فهي مشكلة، وإذا لم ترد فالمشكلة أكبر؛ تلك هي المعضلة التي تعيشها “إسرائيل” حاليا، بعد الهجوم الإيراني الكبير والتاريخي عليها. فإذا ردت إسرائيل بضربة مضادة، كما تدفع إلى ذلك قوى اليمين الصهيوني المتطرف المغيب عن الواقع العسكري الحقيقي، فإن الانتقام الإيراني المقبل سيكون عندها مدمرا، ومختلفا تماما عن الهجوم الأخير، وسيؤدي بالضرورة إلى توسع دائرة الحرب وتحولها إلى حرب إقليمية خطيرة، قد تتدحرج بعدها بسهولة إلى حرب عالمية ثالثة، وأما إذا لم ترد، كما تريد واشنطن، فإن نظرية الردع الصهيونية التي سادت في العقود الماضية، تكون قد سقطت بشكل دراماتيكي، خاصة بعد الضربة الموجعة لهجوم “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي، وتكون بالتالي إيران قد استطاعت تغيير قواعد اللعبة كلية في المنطقة، وهو ما سوف يجعل وجود “إسرائيل” كله في خطر داهم، حيث يمكن لبقية القوى الأخرى المعادية في المنطقة أن تعاود الهجوم عليها وضربها دون أن تخشى شيئا.
الفايدة:
أن المعضلة الأكبر من قضية “ترد أو لا ترد”، هي “هل تستطيع إسرائيل أن ترد”؟ بعد أن تبيّن في أعقاب انجلاء غبار الصواريخ الإيرانية في المنطقة، أن القوى الغربية العظمى، الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، هي من تصدت للهجوم الإيراني، وهي من أسقطت الطائرات والصواريخ، وليس جيش “الحفّاظات”، الذي أثبتت بطولات أهل غزة، أنه عاجز عن مواجهة مقاومين يلبسون “الشبشب”، فكيف له أن يواجه قوة كبرى في حجم إيران؟.
والحاصول:
قد يتسلى حكام الكيان الجبان بلعبة “الضغط النفسي” على طهران، في محاولة مكشوفة لتقليد ما خلفه التهديد الإيراني بالرد عقب ضرب القنصلية من رعب داخل الكيان، لكن بالنهاية، فإن أمر هذا الكيان اللقيط لم يعد بيده، وعليه أن ينتظر الضوء الأخضر من عدمه أولا من حماته، قبل أن يقوم بأي خطوة لن يكون قادرا لوحده على تحمل نتائجها.