تأنيث الرئاسيات

التوجه نحو تأنيث الرئاسيات الجزائرية ليس في الواقع سوى ترجمة لحالة "التأنيث" الشامل التي يتعرض لها المجتمع الجزائري
ⓒ ح.م
يبدو أننا نسير باتجاه حالة من “تأنيث” الرئاسيات الجزائرية، على عكس ما يحدث في انتخابات كل العالمين العربي والإسلامي، حيث وبعد المشاركة الكلاسيكية للويزة حنون في كل استحقاق رئاسي بالجزائر حتى باتت تشكل “لازمة” انتخابية في تلك المواعيد، تفاجأنا هذه المرة بانضمام زبيدة عسول وسعيدة نغزة إلى قائمة المترشحين “المترشحات”، ذات التوجه الإيديولوجي المعروف، لمنافسة الرئيس تبون على منصب القاضي للبلاد، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن طبيعة هذا التوجه وخلفياته، وهل يتناسب مع عقلية الجزائريين وثوابتهم خاصة المتعلقة منها بالدين الإسلامي، وهل تحولت مهمة النساء من إنجاب الرجال إلى احتلال مكان الرجال أنفسهم؟.
الفايدة:
إن التوجه نحو تأنيث الرئاسيات الجزائرية، ليس في الواقع سوى ترجمة لحالة “التأنيث” الشامل التي يتعرض لها المجتمع الجزائري، بخطة محكمة منذ عدة عقود، حيث باتت المرأة هي من تسطير على مختلف قطاعات الشغل والتعليم بنسب تصل أحيانا لأكثر من 90 بالمائة، وبعد فرض “كوطة” المرأة في مختلف القوائم الانتخابية، لكن أن يصل الأمر إلى دائرة الحكم ومنصب الرئاسة فهذا أمر جديد وانقلاب كبير في الموازين والعقليات والقناعات.
والحاصول:
قد نكون بالفعل أمام “أزمة رجال” حقا لبناء الجزائر، لكن ليس إلى الحد الذي تتولى فيه النساء هذه المهمة المعقدة والصعبة، التي ينوء بحملها صناديد الرجال، اللهم إلا إذا كان القصد هو تقديم نوع من البهرجة لاستحقاق انتخابي لا يحتاج لكل هذا “الماكياج” النسوي.