الأربعاء 19 مارس 2025

بركات “نتساريم”

نتساريم

عودة نتساريم لأهله ليس قبرًا لخطة الجنرالات الصهاينة للتهجير من الشمال الى الجنوب وحسب وإنما هو قبر لخطة ترامب لتهجير الغزيين إلى خارج القطاع

ⓒ رويترز
كاتب صحفي

الآن يمكننا القول بكل ثقة، أن الكيان قد خسر إنجازات وأهداف الحرب العدوانية على غزة بشكل شبه كامل، بعد اضطراره أخيرا إلى الانسحاب من محور نتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، وفق مقتضيات استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في انتظار استكمال الانسحاب من محور فيلاديليفيا بين مصر وغزة في اليوم الخمسين، وتكمن الأهمية القصوى في تحرير نتساريم، أنه إعلان كامل بفشل أخبث خطة وضعها الكيان لتهجير سكان الشمال تمهيدا لجلب المستوطنين هناك تحت مسمى “خطة الجنرالات”، بما يحيل كل أهداف الحرب، وعلى رأسها تدمير حماس وإعادة المخطوفين بالقوة وتهجير الفلسطينيين إلى نقطة الصفر، على اعتبار أن احتلال الكيان لمحور “نتساريم” بمساحته الواسعة، كان أكبر إنجاز يتفاخر به من هذه الحرب الوحشية، وها هو الآن يتهاوى أمام عينيه، تماما كما تهاوت فكرة النصر المطلق، بخروج مقاتلي حماس بتلك الصور الصادمة للرأي العام الصهيوني، في كل عمليات تسليم الأسرى.

الفايدة:

أن عودة نتساريم لأهله، ليس قبرا لخطة الجنرالات الصهاينة للتهجير من الشمال الى الجنوب وحسب، وإنما هو قبر لما هو أعظم، أي لخطة ترامب لتهجير الغزيين إلى خارج القطاع، فصور مئات الآلاف من الغزيين الذين عادوا ويعودون اليوم عبر هذا المحور للشمال، أوضحت بما لا يدع مجالا شك، أن ما فشلت فيه الحرب الهمجية طوال 500 يوم بتهجيرهم نحو الجنوب، لن تنجح فيه خطط اقتصادية وهمية بإخراجهم كلية من القطاع.

والحاصول:

كنا نرى ونسمع عن بركات المقاومة، وقذائف الياسين، وصمود شعب، وها نحن نشاهد الآن بأم أعيننا بركات محور من الأرض الغزاوية المباركة اسمه “نتساريم”، ستغير عودته ملامح المرحلة والخطط، وتنسف أوهام الغزاة مع أناس متجذرين في الأرض، انتصروا في النهاية ليس على الكيان وحسب وإنما انتصروا عمليا على أمريكا نفسها.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top