النصر لمن يدفع أكثر !!!…

ثلاثة أهداف فشل في تحقيقها جيش الاحتلال الصهيوني أمام فئة قليلة من المقاومة
ⓒ ح.م
لو كانت الهزيمة أو النصر في الحرب يقاسان بعدد الشهداء أو القتلى لكانت الجزائر أكبر الخاسرين ولكانت فرنسا أكبر المنتصرين، فلقد دفعت الجزائر ما لا يقل عن عشرة ملايين من الشهداء على يد قوات الاحتلال الفرنسي، ففي الثورة التحريرية المباركة دفعت ما لا يقل عن مليون ونصف مليون شهيد خلال سبع سنوات، بل إنها في يوم واحد وهو يوم الثامن ماي من عام خمسة وأربعين وتسعمائة وألف دفعت أكثر من خمسة وأربعين ألف شهيد!.
لقد تذكرت هذه الأرقام الفلكية أو الخيالية وهي من الناحية الرياضياتية أرقام صحيحة وأنا أقرأ الكثير من التعاليق الإعلامية والسياسية عقب وقف إطلاق النار في غزة بين عناصر المقاومة الفلسطينية وقوات العصابة الإسرائيلية الصهيونية، وفي الحقيقة لم أستغرب من الذين يلصقون صفة الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية وينفون عنها الانتصار، فأين هذا الانتصار الذي يكون قد حققه جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني في معركة طوفان الأقصى وهو الذي كان قادة عصابته يهدفون إلى القضاء على حركة المقاومة وتحرير الأسرى وتهجير السكان، إنها ثلاثة أهداف فشل في تحقيقها أكبر جيش في العالم أمام فئة قليلة من المقاومين بأسلحة خفيفة ولكنها ثقيلة!!..
بكل تأكيد، فإن الأرقام من القتلى أرقام فلكية وخيالية، ولكن ذلك هو ثمن الحرية والحرية لا تقدر بأي ثمن، فمهما ندفع من الشهداء، فإن ذلك يبقى دون ثمن الحرية، بل الحرية هي الثمن، إن المقاومة مزايدة وإذا ما أصبحت الحرية في المزاد فلن ينال الصفقة إلا الذي يدفع أكثر!!!…