الأربعاء 18 سبتمبر 2024

المرجان ونوتيلا

المرجان

قرار الاتحاد الأوربي بمنع شوكولا "المرجان" من دخول الأسواق الأوروبية لا يمكن أن يمر مرور الكرام

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

قرار الاتحاد الأوربي بمنع شوكولا “المرجان” من دخول الأسواق الأوربية، بعد أن أصبح لها صيت واسع بين المستهلكين الأوربيين، بما يهدد عرش شركة “نيسلي” ومنتوجها الشهير “نوتيلا”، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، على الأقل بالنسبة لنا كجزائريين خاصة، وكعرب ومسلمين ومن دول العالم الثالث بشكل عام، ذلك أن القرار يكشف الوجه القبيح الذي لطالما حاولت أوربا والغرب كله إخفاءه علينا، من عنصرية عابرة لحدود القيم والانتماءات العرقية والدينية حتى المنتجات الاستهلاكية، ورفض هذا الغرب المتوحش أي بادرة نهوض وطنية لبلدان العالم الثالث، يمكن أن تؤسس للخروج من ربقة التبعية الكاملة له، ولذلك شكلت شوكولا “المرجان” التي عشقها المستهلك الأوروبي العادي، وتغنى بها جميع من تذوقها من بقية دول العالم، تعرية كاملة للعقلية الأوربية والغربية المبنية على رفض الآخر، وعلى الهيمنة، لكنها مع الحالة الجزائرية في الرغبة في النهوض، تتحول إلى عقلية مريضة ومعقدة كلية، بدليل الحملة الإعلامية الأوروبية والفرنسية الشرسة ضد هذا المنتج الجزائري، وبطريقة تثير الاستهجان لما فيها من تلفيق ممنهج، تقف خلفه لوبيات ومصالح ضخمة.

الفايدة:

الأوربيون عموما، والفرنسيون على وجه خاص، لا يريدون للاقتصاد الجزائري أن ينهض أبدا، أو أن تخرج الجزائر من دائرة مجرد كونها “بئر بترولية” كبيرة، واحتاطي غازي ضخم، لتزويد أسواقهم ومصانعهم بالطاقة الضرورية لاستمرارية الهيمنة، وهو الأمر الذي علينا كجزائريين، وعلى الدول النامية الأخرى أن تأخذه دائما في الاعتبار خلال التعاملات التجارية والاقتصادية مع هذه القوى المريضة نفسيا.

والحاصول:

لقد جاءت قضية “المرجان” فرصة ذهبية للجزائر، لكي تعيد النظر في مجمل اتفاقياتها التجارية المجحفة مع الاتحاد الأوروبي، بأن تضع قواعد لعبة جديدة، يكون فيها التزود بالطاقة الجزائرية مرتبطا بفتح المجال أمام المنتجات والسلع الجزائرية، وإلا “يربح رابح” كما يقال.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top