الفرح الحزين

احتفالات في غزة باتفاق وقف إطلاق النار
ⓒ ح.م
أعترف أنه مع الإعلان عن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق في غزة هذا الأحد التاريخي، اختلطت عليّ مشاعر الفرح بمشاعر الحزن، لدرجة لم يحدث لي من قبل، فمن جهة الفرح بوقف هذه المحرقة الرهيبة، وبداية الأمل بالنسبة لمن تبقوا من الغزيين في الحصول على بعض أساسيات الحياة التي حرموا منها طويلا، وبالتالي العيش في ظروف شبه إنسانية بعد أن حولهم الخذلان إلى طعام للكلاب في الشوارع، ومن جهة أخرى يعتريني حزن دفين عن حجم المأساة والضحايا والدمار، وأبشع من كل ذلك هو الخذلان الذي تعرضوا له من القريب قبل البعيد، إلا أن حسابات الربح والخسارة في كل ما حدث، لا يمكن أن يكون بالمعايير العادية الأرضية التي اختفت في هذه الحرب غير المتكافئة، وإنما يجب حسمها بمعايير السماء، واعتبار أن كل ما حصل كان بين الخير والشر، بين الحق والباطل، بين من يدافعون عن العرض والأرض وعن دين الله سبحانه، وبين من يدافعون عن الشيطان، لتكون المعادلة أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن الدُورَ المدمرة في الدنيا ستكون قصورا في الجنة، وأن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء.
الفايدة:
حتى وإن كان الفرح ليس من حقنا نحن الذين لم نقدم لغزة شيئا، وهو في هذه الظروف حكر فقط على أهل غزة، لأنهم الأحق به، إلا أن رؤية الأعداء يتألمون لفرح المسلمين بوقف العدوان، دون أن يحققوا أهدافهم، هو بحد ذاته مقاومة، وواجب إغاضة الأعداء بهذا الفرح يصبح بحد ذاته، نصرة وانتصارا.
والحاصول:
مهما كان الألم كبيرا، والغصة في الحلق مريرة، إلا أن بقاء غزة صادمة، والمقاومة واقفة شامخة لم تلق السلاح، كفيلان بأن يجعلا منها شوكة في حلق الكيان وكل حلفائه من الدول العربية، وهذا وحده نعمة تستحق أن نستبشر بها ونردد معها في كل لحظة وحين: الحمد لله.