الأحد 19 يناير 2025

العقدة السورية

العقدة السورية

لقد تدخلت كل قوى الدنيا لحل أو تعقيد "العقدة السورية" بما في ذلك الشيشانيون والأوزبك والأفغان إلا العرب

ⓒ رويترز
كاتب صحفي

لا تبدو “العقدة السورية” مفهومة لدى الكثيرين، وخاصة بالنسبة للجزائريين، لكن المؤكد أن معطيات اندلاع الثورة السورية العام 2011، في خضم الربيع العربي، بشعاراتها الرومانسية الجميلة ضد حكم آل الأسد، وما تلاها من قمع ودماء وتهجير لملايين السوريين، قد تغيرت كثيرا اليوم ونحن على أعتاب نهاية العام 2024، فالمعادلة اليوم تبدو قد انقلبت قبل أيام قليلة فقط لصالح المعارضة السورية المسلحة، لأسباب كثيرة، لعل من أبرزها وصول ترامب لحكم البيت الأبيض، وقراره سحب القوات الأمريكية من سوريا، وبالتالي تسليم مناطق واسعة من شرق سوريا التي تقع تحت سيطرة الأكراد للصهاينة، بغرض استعمالهم لضرب وحدة تركيا وإقامة دولة كردية تابعة لـ”إسرائيل” في المنطقة، وهو ما تنبهت له تركيا ليكون ردها عبر فصائل المعارضة التي كانت بإدلب بالسيطرة على حلب والتوجه نحو حماة، وربما قريبا حمص أو حتى دمشق، لكن ذلك خاضع للتفاهمات الدولية بين القوى الكبرى خاصة بين أمريكا وروسيا، ثم تركيا و”إسرائيل”.

الفايدة:

أن الخطة الإسرائيلية بقطع الإمدادات الإيرانية عن حزب الله، بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وتحريك إسرائيل ورقة “الأكراد” لضرب تركيا، دفع أردوغان لقلب الطاولة على الجميع، وهو ما يعني أن معادلات جديدة ترسم في المنطقة بعد سقوط حلب في أيدي المعارضة السورية، ما سوف يؤثر مباشرة على نتائج الحرب الروسية الأوكرانية التي يستعد ترامب لإنهائها بطريقته.

والحاصول:

لقد تدخلت كل قوى الدنيا لحل أو تعقيد “العقدة السورية”، بما في ذلك الشيشانيون والأوزبك والأفغان، إلا العرب ظلوا يتفرجون طوال 13 سنة كاملة على مأساة الشعب السوري المظلوم، تماما كما فعلوا مع غزة ولبنان وهما يذبحان، ومع ذلك فهم أكثر من يعلق ومن يتفلسف ومن يشكك ومن يخوّن هذا الطرف أو ذلك، وهم في الحقيقة أبعد ما يكون عن فهم ما يقع، لأن العقدة السورية لا يفهما إلا السوريون، فاتركوهم يحلونها كما يريدون.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top