الاثنين 10 فبراير 2025

“السوسبانس” الأكبر

السوسبانس

إنها لحظات وساعات حاسمة وتاريخية لكنها حاسمة وتاريخية للصادقين المجاهدين للحاملين البندقية والمتشبثين بالأرض

ⓒ ح.م
كاتب صحفي

وأنا أهم بكتابة هذا العمود، وبيني وبين إعلان وقف إطلاق النار في غزة ربما ساعات فقط، أشعر أن حالة السوسبانس التي تعتريني كما تعتري مئات الملايين من العرب والمسلمين، لا تشبه بالمطلق حالة الانتظار والترقب الكبير في أوساط أهلنا في غزة، إنهم ينتظرون قبلة الحياة الأخيرة، بعد أن نال منهم الوجع مداه، وهم الذين قُصفوا وذُبحوا وهُجروا ودُمرت دورهم وأحلامهم، وانتزعت منهم كل الأشياء الثمينة والرخيصة، ولم يبق لهم في جعبتهم سوى كرامتهم وجباههم العالية ويقينهم بوعد الله، إنهم الذين دفعوا الثمن من دمائهم وأرزاقهم وراحتهم، وشعورهم بقرب انتهاء هذه الهمجية أكبر مما نتصور، فهم وحدهم من يدركون حجم المأساة التي عايشوها لحظة بلحظة طوال أكثر من عام وثلاثة أشهر، ولا يمكن لغيرهم أن يكون محلهم.

الفايدة:

إنها لحظات وساعات حاسمة وتاريخية، لكنها حاسمة وتاريخية للصادقين المجاهدين، للحاملين البندقية والمتشبثين بالأرض، وليس للقاعدين المتفرجين، والسبب أننا أمام لحظات ترقب أكبر من مجرد وقف إطلاق النار، وإنما لحظات ترقب لدخول غزة وأهلها التاريخ من بابه الواسع، وخروج ما عداهم منه من النافذة الضيقة.

والحاصول:

قد يتم إعلان وقف إطلاق النار بعد أن أنهي كتابة هذه الكلمات، لكني سأقول شيئا في قلبي، أنه لا يحق لنا أن نفرح لغزة وقد خذلناها، وأن الفرح كله هو من حق أهلها الصابرين المجاهدين، هم وحدهم أهل الفرح والنصر، أما نحن، كل الشعوب التي خرجت يوما أو لم تخرج أصلا حتى للتظاهر والتنديد، فليس لنا سوى الخزي والعار الذي سيلاحقنا دائما، حتى نكفر عن ذنبها الكبير، بالعودة إلى الله وتحرير غزة وفلسطين، كل فلسطين.

شارك برأيك

ما هي أولويات الرئيس تبون خلال العهدة الثانية؟

scroll top