الدمار الآخر
قبل أن تدمر “إسرائيل” بيوت قطاع غزة عن بكرة أبيها، بالقنابل والصواريخ، فعلت الماسونية العالمية وأذرعها المختلفة، ما هو أفظع بكثير في بيوت المسلمين والعرب جميعا، فقد فجرت معظم تلك البيوت والأسر التي كانت تعيش هادئة هانئة في كنف من رحمة الله، بقصف من نوع آخر، أكثر تدميرا ووحشية، عبر صواريخ وقنابل الميلتيميديا ومواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الزائف والأفلام والمسلسلات التافهة التي تخاطب غريزة المرأة المسلمة وعاطفتها، إلى أن نجحت بامتياز في صناعة أجيال تائهة لا تفرق بين الحلال والحرام، ولا تعير انتباها لمقدس أو دين، ولا تحكمها سوى الشهوات والماديات، ولا ترى لها من قدوات سوى المؤثرين المخنثين والمؤثرات الفاجرات.
الفايدة:
أن نسبة الطلاق في الجزائر مثلا باتت أعلى من نسب الزواج بأضعاف مضاعفة، وحجم انحراف البنات والشباب جراء العلاقات المحرمة والمخدرات بات لا يطاق، وعدد الأسر والبيوت التي يتم تخريبها جراء ذلك في الجزائر وباقي الدول العربية والإسلامية عبر حشر الأفكار الهدامة، المتعلقة بالحرية الشخصية وحرية المرأة والتجارب الخاصة والحق في التعري والحب، بل والحق حتى في الإلحاد، يفوق بمئات وآلاف المرات ما يتم تدميره في غزة، لكن أكثر الناس لا يعقلون.
والحاصول:
لا ندري في الحقيقة هل نبكي على أهلنا في غزة أم نبكي على حالنا وأوضاعنا، والراجح لدي أن نبدأ بالبكاء على أنفسنا أولا، لأن الغزيين عرفوا الطريق وهم في جهاد ورباط إلى يوم الدين، نحو طريق الشهادة والجنة، أما نحن الذين نتمتع ونأكل كما تأكل الأنعام، ونعتقد أن بيوتنا سالمة محصنة، بينما المياه الآسنة تجري من تحتها، فإننا إن ننتبه من غفلتنا، فنحن في خطر كبير في الدنيا والآخرة.