لنعترف الآن، أن الكيان وبعد الخذلان والخيانة المطلقة من الأمة لرجال الله في غزة العزة، قد دخل مرحلة فرض الشروط القاسية على المقاومة البطلة، ولم يعد ينتظر في ظل الدعم الأمريكي الترامبي المطلق الآن، والصمت العربي الإسلامي المطبق، أن يتفاوض إلا على فرض شروط الاستسلام الكامل، وقد أعلن ذلك صراحة بأن الكيان لن يوقف هذه الحرب الوحشية إلا بتحقيق شروط أربعة، هي “إطلاق سراح جميع الأسرى، وخروج حماس كلياً من الحكم، وتجريد قطاع غزة من السلاح بشكل كامل، وإبعاد العشرات من قادة الحركة إلى الخارج”، تمهيدا في ما بعد لذبح الشعب الفلسطينيي في القطاع كالخراف دون مقاومة، وتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، والذي لم يعد للأسف مطلبا صهيونيا أمريكيا وحسب، بل مطلبا عربيا أيضا من حكومات التطبيع والعمالة، والدليل أن مقترح نزع سلاح المقاومة جاء من عاصمة أكبر دولة عربية اسمها القاهرة.

الفايدة:

الكيان الآن يشعر أنه قد تم منحه الضوء الأخضر لتصفية المقاومة بعيدا عن أي مساءلة قانونية أو دولية، ليس من أمريكا وحسب، بل من العرب أنفسهم، ولذلك لم يعد هذا الكيان المجرم، يتوانى فقط في استعمال القنابل الأمريكية الضخمة ضد خيام المستضعفين، بل ويشرع في استخدام واسع وفاجر لسلاح الجوع ضد مليوني إنسان، عبر منع أي شكل من أشكال الغذاء والماء والدواء عنهم، في سابقة لم يشهدها التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية، بهذا الشكل الوحشي وأمام أنظار ما يسمى بـ”العالم المتحضر”.

والحاصول:

يريد الصهاينة (من اليهود والأمريكان والعرب)، التخلص من صداع اسمه غزة، ومن آخر بؤرة ما تزال تنتج جينات الرجولة داخل الأمة، ولذلك تم إعطاء الضوء الأخضر لتركيع المقاومة بالجوع بعد أن فشلت الطائرات والدبابات، ولا أستبعد بعد هذا الفجور أن نبدأ في رؤية أعظم الشعوب وهم يتهاوون في الطرقات بالآلاف صرعى الجوع والعطش وانعدام النخوة في هذه الأمة.