الجزائر تنظم مسابقة حول تاريخ الأمير عبد القادر

الأمير عبد القادر يعتبر رمزًا للمقاومة الوطنية
ⓒ ح.م- المبادرة تأتي في إطار إحياء ذكرى المبايعة الثانية للأمير
تعكف وزارة الثقافة والفنون الجزائرية عن تنظيم مسابقة في البحث التاريخي موجهة للباحثين والطلبة، تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ الأمير عبد القادر، أحد أبرز الشخصيات الوطنية العظيمة في التاريخ الجزائري والعالمي.
وتأتي هذه المبادرة في إطار إحياء ذكرى المبايعة الثانية للأمير، الذي يعتبر رمزًا للمقاومة الوطنية، حيث قاد الشعب الجزائري في مواجهة الاستعمار الفرنسي، ضمن أقوى المقاومات الشعبية على مر التاريخ.
وتسعى الوزارة من خلال هذه المسابقة التي أعلنت عنها، ونشر تفاصيها موقع التلفزيون الجزائري، إلى تشجيع الدراسات الأكاديمية الموثقة التي تُبرز الدور التاريخي للأمير عبد القادر في تأسيس الأسس الأولى للدولة الجزائرية الحديثة. فالأمير لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان أيضًا مفكرا ورمزا للقيم الإنسانية والوطنية، حيث ساهم في تعزيز الهوية الجزائرية ونشر مبادئ العدالة والحرية.
الى ذلك، تشترط المسابقة أن يكون البحث أصيلاً ولم يسبق نشره أو تقديمه في مسابقات أخرى، كما يجب ألا يكون قد فاز في أي مسابقة مشابهة أو قدم لنيل درجة جامعية.
كما يستبعد أي عمل مخالف للشروط، مما يضمن جودة الأبحاث المقدمة، على أن يُفتح باب المشاركة بدءًا من تاريخ الإعلان ويستمر حتى 31 ماي 2025، حيث يُمكن للباحثين إرسال أبحاثهم بصيغة “PDF” عبر البريد الإلكتروني المخصص، مرفوقة بسيرة ذاتية مختصرة.
الأمير عبد القادر، الذي ولد عام 1808، يعد أحد أعظم القادة العسكريين والمفكرين في تاريخ الجزائر. قاد حربًا ضد الاحتلال الفرنسي منذ عام 1832، واستطاع أن يوحد قبائل الجزائر تحت راية المقاومة. عُرف بحكمته وشجاعته، بالإضافة إلى كونه نموذجًا يحتذى به في الدفاع عن القيم الإنسانية، حيث أظهر تسامحا مع الأسرى من الجنود الفرنسيين، مما جعل منه رمزًا للكرامة والعزة.
تاريخ الأمير عبد القادر لا يقتصر فقط على المقاومة، بل يتعداها إلى كونه شخصية ثقافية بارزة. فقد أسس العديد من المدارس واهتم بتطوير الفكر الإسلامي، مما جعله مثالًا يحتذى به في التعليم والثقافة. وأسس لجيل من المثقفين الذين ساهموا في إحياء الفنون والآداب في الجزائر.
إن هذه المسابقة تعكس التزام الجزائر بالحفاظ على تاريخها وإبراز الشخصيات الوطنية التي ساهمت في تشكيل هويتها. من خلال تشجيع البحث والدراسة حول الأمير عبد القادر، تسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز الوعي الجماعي بالقيم الوطنية والمبادئ الإنسانية التي جسدها الأمير.
في الختام، يظل الأمير عبد القادر رمزا خالدًا في الذاكرة الوطنية الجزائرية، ويدعو هذا الحدث جميع الباحثين والمفكرين إلى استكشاف جوانب جديدة من حياته وإنجازاته، مما يعزز من مكانته كأحد أعمدة التاريخ الجزائري. وإحياء ذكرى هذه الشخصية العظيمة ليس مجرد احتفال بالماضي، بل هو دعوة لبناء مستقبل مشرق يستلهم من قيم الشجاعة والكرامة.