الجزائر تدعو لجبهة إعلامية وطنية وقارية لمواجهة التحديات

الإعلام لها دور كبير في مواجهة مختلف التحديات وتعمل على تعزيز العمل القاري المشترك من أجل قارة إفريقية آمنة متماسكة ومزدهرة
ⓒ ح.م- ستظل في طليعة الجهود المدافعة عن استقرار القارة

افتتحت على مستوى المركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر، الأحد، الورشة الإقليمية لمكتب شمال إفريقيا للجنة أجهزة الاستخبارات والأمن الإفريقية “سيسا”، حول موضوع “المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وتداعياتها على أمن واستقرار الدول”.
وتعد هذه الورشة محطة مهمة لمناقشة التحديات الأمنية والإعلامية التي تواجهها دول القارة، لا سيما في ظل الانتشار الواسع للمعلومات الزائفة عبر الوسائط الرقمية، وتأثيراتها السلبية على السلم والاستقرار.
وأشرف على افتتاح هذه الورشة الإقليمية المدير العام للوثائق والأمن الخارجي، رئيس إقليم شمال إفريقيا، العميد رشدي فتحي موساوي، بحضور كل من رئيس الـ”سيسا” والأمين التنفيذي وكاتبة الدولة المكلفة بالشؤون الإفريقية ومفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن لمفوضية الاتحاد الإفريقي.
وتحمل هذه الورشة الإقليمية التي تحتضنها الجزائر بعدا استراتيجيا مهما خاصة في ظل التحديات التي تواجه الدول الإفريقية وحروب الجيل الجديد.
ووفقا لما نقلته إذاعة الجزائر الدولية، تطرقت هذه الورشة الإقليمية إلى دور الإعلام في مواجهة مختلف التحديات وتعمل على تعزيز العمل القاري المشترك من أجل قارة إفريقية آمنة متماسكة ومزدهرة.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد موساوي أن الجزائر في معركتها ضد المعلومات المضللة وبحكم انتمائها الإفريقي العميق ستظل في طليعة الجهود المدافعة عن استقرار القارة، مضيفا أن هذه المعركة ليست مجرد قضية إعلامية بل هي معركة وجودية لحماية استقرار الدول الإفريقية، مبرزا أنه من “واجبنا جميعا أن نواصل العمل المشترك من أجل تأمين مستقبل قارتنا ضد هذه التهديدات الخطيرة”.
وأشار إلى أن الاجتماع يعكس الالتزام الجماعي بتعزيز الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، من خلال مجابهة التحديات بروح التعاون والتضامن، والتأكيد على الإرادة المشتركة لدولنا في التصدي للتهديدات التي تواجه أمننا القومي والإقليمي، ومن أبرزها ظاهرة التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة التي أضحت أداة تستغلها جهات خبيثة لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن وبث الشكوك في مؤسسات الدولة.
وأشاد بالدور الكبير والفعال الذي يضطلع به الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في حماية الوطن من كل الأخطار المحدقة به، وفي مقدمتها الحروب الإعلامية والهجمات السيبرانية التي تستهدف زعزعة استقرار الجزائر والثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، مثمنا الجهود المتواصلة التي تبذلها مختلف المصالح والأجهزة الأمنية في التصدي لكل محاولات التضليل، مما ساهم في تحصين الجبهة الوطنية وتعزيز الوعي الجماعي لدى المواطنين لمواجهة الحملات المغرضة التي تستهدف استقرار الجزائر ووحدتها الوطنية.
وأكد أن تشكيل جبهة إعلامية وطنية وقارية موحدة هو أمر ضروري لمواجهة التحديات الراهنة والدفاع عن صورة إفريقيا في المحافل الدولية، إلى جانب دعم القضايا العادلة وعلى رأسها القضيتان الفلسطينية والصحراوية.
من جهتها، أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، المكلفة بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، أن إفريقيا التي قاومت الاستعمار الكلاسيكي وتواجه الإرهاب، مطالبة اليوم بتحصين نفسها ضد الاستعمار الجديد المتمثل في الاستعمار المعرفي والإرباك الإعلامي، لافتة أن موضوع الورشة بالغ الأهمية ويأتي في توقيت حاسم تمر به المنطقة، منوهة بأهمية الإطار التخصصي الذي يفتح المجال لتبادل الرؤى والخبرات بين أجهزة الأمن والاستخبارات الإفريقية، في لحظة أصبحت فيها التهديدات غير التقليدية، وعلى رأسها المعلومات المضللة، من أبرز التحديات العابرة للحدود التي تواجه مختلف الدول الإفريقية.
وتأسفت الدبلوماسية لتحول إفريقيا إلى ساحة نشطة لهذا النوع من الحروب الصامتة، لافتة إلى أن الانتخابات باتت تمثل هدفا مفضلا لحملات التضليل في أكثر من 20 بلدا إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، حيث “تستخدم هذه الحملات لتقويض ثقة الشعوب في العمليات الانتخابية وبث الشكوك في شرعية المؤسسات والدفع نحو الفوضى والانقسام، ونحن نعلم جميعا من تجارب ميدانية كيف تستخدم المنصات الرقمية لنشر الأخبار الكاذبة وتشويه الرموز الوطنية، كما حدث في عدة دول من الساحل في بعض السياقات الانتقالية التي شهدت اختراقات رقمية ممنهجة”.