كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور كمال بداري أن اثنين وعشرين ألف طالب يدرسون الرياضيات وسبعين ألف طالب يدرسون علوم الكمبيوتر بينما خمسة آلاف طالب يدرسون الذكاء الاصطناعي في الجزائر، وبالموازاة مع ذلك كشف وزير التربية الوطنية محمد صغير سعداوي في اليوم العالمي للرياضيات عن فتح خمس ثانويات جهوية متخصصة في الرياضيات.

وبكل تأكيد فإن مثل هذه الأرقام ذات الصلة بالطلبة الجامعيين الذين يدرسون الرياضيات في الجامعات وما يتصل أيضا بفتح خمس ثانويات في الرياضيات يدعو إلى التفاؤل، خاصة وأن العالم يتجه نحو الذكاء الاصطناعي والأمن المعلوماتي وذلك حتى نساير العصر الرقمي أو التكنولوجي الذي يكاد فيه الإنسان يتحول إلى رقم أو إلى إنسان آلي. ولكن هذا التوجه على مستوى التربية الوطنية والتعليم العالي لا يجب أن يكون على حساب العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفة والآداب واللغات.

وللأسف فلقد أصبح أصحاب المعدلات الدراسية الضعـيفة من الإكمالية للثانوية يوجهون إلى الشعبة الأدبية والعلوم الإنسانية!!..
والنتيجة أن أصحاب المعدلات الضعيفة بعدما يوجهون إلى الشعب الأدبية وعندما ينجحون في شهادة البكالوريا نجدهم يدرسون في كليات الشريعة والقانون والصحافة والسياسة والاقتصاد وعندما يتخرجون  يصبحون هم الأساتذة والمعلمين والأئمة والصحفيين والسياسيين والقضاة والمحامين، ومثل هذا التوجيه ينعكس بالسلب على الدولة والمجتمع، فلا يمكننا أن نتقدم بالعلم من دون أخلاق وإنسانية، إن إنسانية العلم أهم من العلم من دون تكوين الإنسان.